الســـرقة الــحلال
طالما عرفنا..وطالما سمعنا أن السرقة كبيرة وجرم يحرمه الشرع ويعاقب عليه وتقام على مرتكبه الحدود.
وأنا هنا سوف أحدثك عن نوع من السرقة تقف كل الشرائع ممتنعة على أن تجد قانوناً واحداً يسمح بمعاقبتك، بل ربما تجدين من يبارك لك أفعالك ويشد على يدك ويقول نِعم السرقة ما سرقت ..وربما جلس معك جلسات وجلسات ليتعلم هذا الفن منك أو ليأخذ نسخاً من المفاتيح التي تستخدمينها في فتح الأقفال والأبواب الموصدة وتخطي جميع أجهزة الإنذار.
وقبل أن اخبرك بسر هذه المهنة دعيني أسألك بعض الأسئلة التي من خلالها يمكنني أن أعرف هل أنت بحاجة لهذه المهنة أولاً،وهل لديك الإمكانيات أو القدرة على القيام بها؟
وأســـئلتي هــي:
* هل أنت من الزوجات اللواتي يمكن أن نقول أن طابع حياتهن مع أزواجهن أنهم يعيشون معهن من واقع الألفة وطول العشرة فقط، لا بدافع الحب رغم أنك تحبين زوجك؟
* هل أنت من الزوجات اللواتي يشعرن أن وجودهن في حياة أزواجهن هو من باب التعود فقط ويمكن في لحظة ما الاستغناء عنهن والاعتياد على غيابهن،وأن زوجك يمكنه ألا يجد مشقة في الابتعاد عنك طالما وجد من يقوم له بحاجياته رغم أنك أحياناً تحرقين نفسك كالشمعة من أجله؟
* هل تشعرين أن حياتك مع زوجك هي من باب الواجب وأنه أبو العيال ومحضر المال بلا مشاعر حب أو وداد وذلك من كثرة المشاكل والخلافات؟
* هل شعرت أن قلب زوجك لايهتف باسمك والشوق لا يحفزه أن يسابق الخطى ليصل إليك بعد عناء يوم طويل ليهنئ بقربك ويحدثك بما مر معه؟
* هل تحبذين أن يقضي زوجك إجازة نهاية الأسبوع بعيداً عنك كونك لا تجدين في الإجازة إلا النكد والمشاحنات والصراخ على الأولاد؟
* هل شعرت أن الطريق إلى قلبه مغلق شائك والولوج إليه مهمة شاقة عسيرة رغم محاولاتك الدؤوبة للوصول؟
* هل تقفين عاجزة عن حل مشاكلكم رغم أنك المرجع في حل مشاكل الصديقات؟
* هل أنت ممن يشار إليهن بالبنان كونها حازت خير الدنيا من زوج وأولاد وسعة حال ويعتقدون أنك في قمة السعادة فأنت لا ينقصك شيء,وربما للحظة تصدقين ذلك ولكن عندما تركنين لنفسك تجدين حقيقة عكس الحال وأنك ناجحة في كل شيء إلا مع زوجك والأولاد؟
إذا كان هذا هو الحال هل سألت نفسك لماذا؟؟؟؟أنا أقول لك: لأنك لا تجيدين فن السرقة...وسرقة ماذا؟ سرقة القلوب.وأهم قلب عليك سرقته هو قلب زوجك عليك أن تدخليه وتفتحي أقفاله والأبواب, ولكن بلا عنف بل باستخدام المفاتيح الخاصة بكل باب موصد أو كل قفل استعصى على الكسر.
فيا ترى ما هي هذه المفاتيح التي يمكنك أن تستخدميها وبذكاء لتدخلي قلباً طالما تمنيت أن يكون لك وحدك؟
إن هذه المفاتيح التي تجلب لك السعادة كثيرة, وسأذكر لك بعض هذه المفاتيح مع ذكر المواقف التي يلزمك استخدام هذه المــفاتيح فيها:
الـمفتا ح الأول هــو:
مفتاح الصمــت المشــفق والنظرة الــودود
فحين يغضب زوجك أو ينفعل عليك أو على الأولاد لا تبدئي أنت الأخرى بالصراخ والانفعال، بل عليك هنا بمفتاح الصمت المشفق والنظرة الودود وبعد قليل الضمة الحانية والسؤال الصادق بلسان عذب يقطر شهداً "ما لك حبيبي؟؟؟"أشعريه أنك تخافين عليه من أزمات الغضب.
المــفتاح الثـــاني:
حســن الظن والتماس الأعــذار
فعندما تحدث الخلافات بينكما جربي مفتاح حسن الظن، والتمسي له بدلاً من العذر أعذاراً..أظهري له الرغبة الصادقة في الصلح..اجلسي أمامه وقولي لن أجد غمضاً حتى ترضى.
المــفتاح الثــالث:
مــفتاح الثقة والتــقدير
فإذا رجع إلى البيت وقد أرهقه العمل ومشاكله، بادريه بمفتاح الثقة به وبقدرته على تجاوز الأزمات وذكريه بمواقف مضت كيف أنه بذكائه ورجاحة عقله استطاع التغلب على المشكلة.. هوني عليه وخففي عنه وشجعيه.
المفــــتاح الــرابع:
مفــتاح الهيبة والاحــترام من قبل أولاده
ازرعي فيهم مفتاح الهيبة له وحبه واحترامه والتحلي بالأدب في حديثهم معه ومراعاة أوقات نومه وراحته وانشغاله،وأن يبادروا فوراً بحسن استقباله عند عودته ومساعدته فيما يحمل من حاجات.لا تسمحي للأولاد أن يتشاجروا بحضرته أو يسبقوه إلى الطعام.
المــفــتاح الخامــس:
عــدم مخالفته واحـترام رأيه
مع أهلك أو أهله استخدمي أمامهم دائماً وأبداً مفتاح الاحترام له والاعتزاز به زوجاً، وإياك أن تخالفيه الرأي أمامهم أو تقاطعي كلامه أو تكذبيه
الـــمفتاح الســادس:
مــفتاح التــودد والاقتراب
فإن وجدت منه النشوز والنظر إلى ما لا يجب،لا تغضبي أو تسمحي للغيرة أن تعميك عن أمور ربما تكونين أنت السبب فيها,جربي معه مفتاح التودد والاقتراب,راجعي تصرفاتك فربما يكون قد مضى الوقت الذي ليس بالقصير دون أن تجددي زينتك،وربما يكون صوتك قد علا واخشوشن أو فقد رقته من طول الانفعال ومقارعة العيال ولم تعودي تفرقين بين ولد وزوج أثناء الحديث..غيري من شكل شعرك ومكياجك فالحياة حولك تتغير والنساء في الخارج يعملن كل الوسائل لاستمالته وغيره، فلا تقفي مكتوفة الأيدي وحاربي بكل الوسائل ليكون لك وحدك..اجعليه يشعر أن بيته جنته وما عداه جحيم وأنك وحدك من تملئين عينه وحواسه وأن ما عداك باطل.
المــفتاح الســــادس:
مــفتاح الأنوثة وجــمال الروح
فعندما يخلو كل منكم إلى الآخر فحدثي ولا حرج عن مفاتيح الأنوثة الطاغية والجاذبية الساحرة وجمال الروح الفتان..
لا تكوني سلبية معه..أظهري له بين الحين والآخر رغبتك في القرب منه وحاجتك له وشوقك لهمساته ولمساته،وشوقك لأن تجلسا معاً تتحدثان وتتناجيان في جو ساحر من صنعك, لك أن تجربي كل مفاتيح وفنون الإغراء..تفاعلي معه ولا تكوني تمثالاً جميلاً ولكن بارداً بلا روح..أشبعيه جسدياً ونفسياً وعاطفياً، وأي خلل في جوانب الإشباع هذه سيؤثر على سير حياتك.
المفـــتاح الســابع والأهــــم:
مفــتاح الاستــعانة بالله والدعاء بجوف الليالي
أن يوفقك الله لكسب مرضاة زوجك وحبه وحاولي أن توقظيه تصليان وتناجيان رب السماوات أن يديم الحب والنعمة.بهذه المفاتيح(وربما يفتح الله عليك بغيرها) تحفطين زوجك وبيتك وتسرقين قلباً ليس من الحكمة أن يسرقه سواك،وإن حدث فأنت الملامة الأولى.
هل لديك روح التحدي لتفعلي ذلك بالسرقة الحلال والسحر الحلال؟هل لديك روح الإصرار على أان تجعلي زوجك لا يرى سواك؟
هذا ولكم تحياتي ,,,,,,,,,,